يشهد قطاع التطوير العقاري في المملكة نمواً كبيراً، منطلقًا من البرامج والمحفزات والتسهيلات التي تلقاها القطاع العقاري من الدولة تحت مظلة رؤية السعودية 2030. ويعطي المؤشر العقاري لمحة واضحة لهذا النمو، حيث تجاوزت صفقات الإيجار في مدينة الرياض حاجز 600 ألف صفقة في زيادة بلغت 6 أضعاف عدد الصفقات في 2020 ، كما أن العقود الموثقة على منصة إيجار تجاوزت 8 ملايين عقد ،مما يعكس إقبال المجتمع على الاستئجار، ويعكس حجم الفرص.
يشهد قطاع التطوير العقاري في المملكة نمواً كبيراً، منطلقًا من البرامج والمحفزات والتسهيلات التي تلقاها القطاع العقاري من الدولة تحت مظلة رؤية السعودية 2030. ويعطي المؤشر العقاري لمحة واضحة لهذا النمو، حيث تجاوزت صفقات الإيجار في مدينة الرياض حاجز 600 ألف صفقة في زيادة بلغت 6 أضعاف عدد الصفقات في 2020 ، كما أن العقود الموثقة على منصة إيجار تجاوزت 8 ملايين عقد ،مما يعكس إقبال المجتمع على الاستئجار وهنا ينبع السؤال لملّاك العقارات المؤجرين هل الأفضل تأجير عقاراتهم على المدى الطويل أم على المدى القصير؟
يُعد الإيجار قصير المدى أكثر الأنواع شيوعًا في المدن السياحية ومراكز الأعمال في السعودية مثل الرياض و أبها، وهي تعني أن العقد يكون لفترة زمنية قصيرة نسبيًا، إما يوميًا أو أسبوعيًا أو شهريًا. تناسب هذه العقود الباحثين عن إقامة مؤقتة، مثل السياح والعاملين الذين يأتون للعمل لفترة محددة أو الزوار القادمين بهدف المشاركة في مناسبات مختلفة إما عملية مثل المؤتمرات أو ترفيهية مثل موسم الرياض الترفيهي. وما تزال وزارة السياحة نشطة في تقديم التشريعات والتراخيص والخدمات التي تعزز هذا النوع من النشاط العقاري السياحي.
يتمتع العقار المتاح للاستئجار لمدة قصيرة بمرونة عالية في السوق العقاري وقد يفضّله العديد من ملّاك العقار للأسباب التالية:
قد يواجه مالك العقار مستأجرين يصعب التعامل معهم وفي هذه الحالة سيكون على المالك تحملّهم لفترة قصيرة نظرًا لطبيعة عقد الإيجار.
تتيح العقود قصيرة المدى فرصة لتحقيق ربح أعلى في مواسم الذروة خاصة في المناطق السياحية وقد يحقق المالك أرباح أعلى عبر تأجير العقار في هذه الفترة على تأجيره مقدمًا لمدة عام كامل.
تأتي عقود الإيجار قصيرة الأجل بمخاطر أقل لكل من الملّاك والمستأجرين، فهي توفّر الفرصة للملّاك لتعديل الإيجار والشروط في نهاية فترة كل عقد، وتتيح للمستأجر فرصة لعدم الاتزام في اتفاق مالي لمدة طويلة وإمكانية الانسحاب من عقد الإيجار.
على الرغم من مميزات الايجار قصير المدى إلا إن هذا النوع له تحدياته خاصة في التشغيل والصيانة، وإدارة التدفقات النقدية، و أسباب أخرى منوعة:
يواجه المستثمرون في التأجير قصير المدى أو التأجير اليومي تحديات التغيير المستمر، سواء في التشريعات، أو سلوك المستأجرين، أو حتى تقلبات المواسم. هذا الأمر أقل بكثير في التأجير طويل المدى.
تمكّن عقود الإيجار قصيرة الأجل المستأجرين على الخروج من العقار في أي وقت، مما قد يسبب تذبذب في الدخل لملّاك العقار.
يحتاج العقار الذي يسكنّه عدة مستأجرين خلال فترة قصيرة إلى صيانة دورية، ولا يمكن التنبؤ بالمشكلة التي قد يُحدثها المستأجر التالي، وقد يترتب عليها خسارة إيراد أسبوع أو شهر.
على عكس الإيجارات قصيرة المدى، تمتد مدة عقود الإيجار طويلة المدى إلى مدة طويلة قد تتجاوز السنة، وتنتشر هذه العقود بين السكان الدائمين في المنطقة والأسر المستقرّة، حيث توفّر لهم منزلًا آمنًا لفترة طويلة وتتيح لهم إمكانية تجهيز العقار وفق احتياجاتهم الشخصية.
تعطي عقود الإيجار طويل المدى استقرار وأمان لكل من المالك والمستأجر، وقد تمتد منافعها لتشمل:
تمثّل العقود طويلة المدى مصدر دخل مستقر للمالك وفرصة للمستأجر للحفاظ على تكاليف السكن بمعدل مستقر متفّق عليه مسبقًا وعدم التأثر بتغيير الأسعار خلال مدة العقد.
غالبًا ما تكون العقارات طويلة المدى مثل الشقق المفروشة غير مؤثثة عند تأجيرها وذلك لأن المستأجر السابق غالبًا ما ينقل متعلقاته إلى مكان سكنه الجديد، وبذلك يتمكن المستأجر الجديد من تأثيث وتزيين مكان سكنه الجديد حسب رغبته واحتياجه.
تُعد إدارة العقارات ذات الإيجارات طويلة الأجل أسهل بكثير من عقارات الإيجار قصيرة المدى، إذ تتطلب فقط متابعة الإيجار على فترات متباعدة وترتيب أعمال الصيانة الدورية.
تعكس العقارات المتاحة للإيجار طويل المدى فرصة للاستقرار والأمان لصاحب العقار والمستأجر . ولكن بعد تقييم احتياجات كلا الطرفين بدقة والتأمل في مزايا وعيوب عقد العقار طويلة المدى، قد يقرر إحدى الطرفين أو كلاهما على عدم الارتباط في عقد عقاري على المدى البعيد لعدة عوامل منها:
يتوجب عليك كصاحب العقار أن تتعمّق في البحث عن خلفية المستأجر المالية والتأكد من قدرته على السداد في الوقت وأيضًا التأكد من مناسبته مع بيئة عقارك السكني نظرًا لكونك ستكون في علاقة تعاونية معه على مدى طويل و تستأمنه كمالك على عقارك وسلامته. ومن الجانب الآخر يجب على المستأجر أيضًا التحقق من جودة العقار وسلامته وأيضًا يتوجب عليك كمستأجر التحقق من الحي السكني وتبين مناسبته لوضعك الاجتماعي وقربه من المرافق الخدمية.
قد يعاني كلا الطرفين صاحب العقار والمستأجر من عدم إمكانية الانتقال المباشر فقد يحتاج المالك إلى صيانة العقار أو تطويره ولكن يعوقه ارتباطه في عقد طويل المدى مع المستأجر وأيضًا قد يرغب المستأجر في مغادرة العقار لظروف شخصية أو عملية ولكن لن يتمكن من ذلك نظرًا لارتباطه بنفس العقد.
تحد عقود الإيجار طويلة المدى كلا الطرفين فمن وجهة نظر صاحب العقار فهي تمنعه من الاستفادة من مواسم الذروة خصوصًا إذا كان عقاره في منطقة سياحية أما من وجهة نظر المستأجر فهي تمنعه من الاستفادة من انخفاض الإيجارات في المنطقة.
وللإجابة على السؤال الرئيسي؛ فإن الاختيار بين هذين النوعين يتوجب التقييم الكامل لاحتياجات وأهداف كافة الأطراف. فإذا كنت كصاحب العقار تهدف لتحقيق أرباح سريعة وعدم الالتزام بعقد طويل المدى فننصحك بعقود التأجير قصيرة المدى أما إذا كنت تهدف لتأمين مصدر دخل مستمر وتقليل تكاليف عقارك، فقد تناسبك عقود التأجير طويلة المدى. وبالنسبة للمستأجر فهذا يعود كليًا لفترة إقامته في المنطقة فإذا كان مستقرًا فيها فالأحفظ لماله أن يرتبط بعقد طويل المدة أما إذا كان قدومه للمنطقة لأسباب ترفيهية أو عملية فالأفضل أن يبحث عن عقود قصيرة المدى.
ختامًا سواء كنتم تبحثون عن المرونة أم الاستقرار ، هناك دائمًا وفرّة في السوق العقاري السعودي لخيارات سكنية تلبي جميع احتياجاتكم، كل ما عليكم فعله هو البحث الدقيق والتخطيط المدروس لاختيار الأفضل لكم.
[1] https://www.ejar.sa/ar/event/250623
[2] https://rei.rega.gov.sa/
[3] https://mt.gov.sa/policies-regulations/overview