حديثنا اليوم عن التعامل مع أطراف العلاقة في عقد الإيجار الذي يشكل للبعض تحديًا كبيرًا، إلا أن المعرفة الجيدة بما يتطلع إليه الآخر وفهم احتياجاته من هذه الاتفاقية، وامتلاك مهارات التفاوض والتواصل الممتازة، أحد أبرز العناصر التي تحقق تجربة إيجارية سلسة ومرضية للجميع. وهنا أطرح لكم فهمًا أوسع لكل طرف وبعضًا من أولوياته من هذه العلاقة.
حديثنا اليوم عن التعامل مع أطراف العلاقة في عقد الإيجار الذي يشكل للبعض تحديًا كبيرًا، إلا أن المعرفة الجيدة بما يتطلع إليه الآخر وفهم احتياجاته من هذه الاتفاقية، وامتلاك مهارات التفاوض والتواصل الممتازة، أحد أبرز العناصر التي تحقق تجربة إيجارية سلسة ومرضية للجميع. وهنا أطرح لكم فهمًا أوسع لكل طرف وبعضًا من أولوياته من هذه العلاقة.
جميعنا يعرف أن المؤجر والمستأجر هما مقدمة أطراف عقد الإيجار، فالمستأجر هو الشخص أو الجهة التي تستأجر الممتلكات أو العقار من المؤجر. والمؤجر هو الشخص أو الجهة التي تمتلك هذه الممتلكات أو العقار وتقوم بتأجيره للمستأجر.
أما الحديث عن الدور المتوقع منهما فنلخصه لك في الآتي: من المتوقع من المستأجر الالتزام بما هو منصوص في عقد الإيجار، بالإضافة إلى الالتزام بالقوانين والأنظمة المعمول بها في المملكة فيما يخص مسألة الإيجارات.
وبالنظر للمؤجر نجد أن دوره يتلخص في تقديم الممتلكات أو العقار بحالة جيدة وصالحة للإيجار، وتوفير الصيانة اللازمة للممتلكات، والاستجابة لأي مشاكل أو أعطال تحدث خلال فترة الإيجار، واحترام كافة حقوق المستأجر. وقد يكون المؤجر هو المالك للأصل، أو مالك حق المنفعة بإعادة التأجير.
أما الآن دعونا ننظر للموضوع من زاوية أكبر ونتعرف على أطراف أخرى في هذا العقد وبعض الأولويات التي تخص كل من مالك العقار ومدير الأملاك والمستأجر، والمستأجرين المجاورين، ثم نناقش معكم أثر فهم ووضوح هذه الأولويات على العلاقة التعاقدية.
لا شك أن مالك العقار لديه أولويات يرجو أن يراعيها مستأجره حتى تتوج علاقتهما بالنجاح المرغوب. من هذه الأولويات التالي:
فغالب ملاك العقار يتوقعون تعاون المستأجر بدفع الإيجار في المواعيد المحددة وبانتظام، ويعد هذا الجزء أولى أولوياتهم عند إبرام العقد مع المستأجر.
أكثر مما يعانيه الملاك من المستأجرين هو سوء حال العقار بعد استخدامهم، لذلك في المقابل تأتي محافظة وعناية المستأجر بالعقار أحد الأوليات التي يبحث عنها كل مالك. وذلك بما يشمل الحفاظ على نظافته، وتجنب إتلاف مرافقه، وأخذ الاحتياطات للحفاظ على سلامة الممتلكات. فإذا رأى منك المالك عناية بالعقار فلا شك أنه سيفضلك على غيرك وربما يقبل منك بسعر أقل لأنه الرابح على المدى البعيد وسيوفر تكاليف الصيانة.
أحد أبرز الأمور التي تمثل أهمية للمالك العقار هي معرفة المستأجر الكافية لأنظمة الإيجار في المملكة، وحتى إلمامه الجيد واحترامه للعادات والأعراف التي تسري في هذا المجال. أحد المستأجرين تسبب بخسارة للمالك حين استأجر مساحة مكتبية وطلب فترة سماح شهرين لتجهيز المكان، ولكن المفاجأة أنه حين أوشك على الانتهاء اكتشف أنه نشاطه لا يمكن ترخيصه في هذا المكان، فاضطر لفسخ العقد، ولكن فعليا خسر المالك شهرين + بالإضافة لفترة عرض العقار مرة ثانية في السوق.
يفضل الملاك أن يكون المستأجر متعاونًا معهم بإبلاغهم بأي مشاكل صيانة أو إصلاحات ضرورية في العقار، ليتعاونوا في حلها سريعًا. والحقيقة أن في الواقع قد يشترك بعض المستأجرين في تكاليف الصيانة المعقولة وفقًا للاتفاق بينهم وبين مالك العقار.
يتمنى المالك أن يكون المستأجر محترمًا للجيران والسكان الآخرين في المجمع السكني أو المبنى، فيتجنب التصرفات المخالفة أو المزعجة التي تؤثر سلبًا على السكان الآخرين.
أما مدير الأملاك فأولى أولوياته أمام المالك والمستأجر هو التعاون والتنسيق لضمان إدارة فعالة للعقار. وهنا أستعرض لكم بعض الاحتياجات التي أراها وأشهد ضرورتها لمدير الأملاك من كل من المالك والمستأجر:
1. معلومات الاتصال الصحيحة بما في ذلك رقم الهاتف والبريد الإلكتروني، للتواصل المباشر والتبليغ عن أي قضايا طارئة أو قرارات مهمة.
2. وثائق التوكيل والتفويض من المالك لتمنحه صلاحيات إدارة العقار واتخاذ القرارات نيابة عنه؛ لتسهيل العملية وتنفيذ الإجراءات اللازمة.
3. المعلومات الشاملة عن العقار، بما في ذلك المستندات القانونية والتصريحات الإنشائية والمخططات وأي تفاصيل أخرى ذات صلة، لمساعدته على فهم العقار وتنفيذ المهام المطلوبة.
4. الإبلاغ بأي مستجدات رسمية أو قانونية تتعلق بالعقار، مثل التحديثات التي تطرأ في اللوائح والقوانين أو أي قرارات تؤثر على إدارة العقار.
1. بالتأكيد يحتاج مدير الأملاك معلومات الاتصال للمستأجر، حتى يسهل عملية التواصل المباشر وتلقي أي استفسارات أو بلاغات من المستأجر.
2. الإبلاغ عن أي حالات بحاجة لصيانة والإصلاح في العقار، وتقديم تقارير مفصلة حول حالة العقار ومشاكل التي يجب معالجتها.
3. تقديم أي تحديثات للمعلومات الشخصية أو التعاون ومشاركة المعلومات الإضافية يحتاجها مدير الأملاك وفقًا لظروف ومتطلبات العقار.
هنا يأتي الدور لنبرز الأمور التي يتطلع لها المستأجر من المالك ومدير الأملاك حتى يضمن تجربة إيجار سلسة ومريحة، فدعونا نقدمها لكم من وجهة نظر المستأجر:
توضيح لشروط العقد والإيجار بما في ذلك مدته، والمبلغ الإيجار، وشروط الفسخ، وغيرها من الأمور الجوهرية التي يجب أن تذكر في بداية الاتفاق بشكل واضح ومفهوم قبل توقيع العقد.
ضمان إجراء عمليات الصيانة والإصلاحات بحيث يكون المالك مستعدًا لإجراء هذه العمليات في العقار عند الحاجة بتعاون وفعالية سريعة.
الاستجابة السريعة لأي شكاوى أو مشاكل يواجهها المستأجر في العقار.
وسيلة سهلة للتواصل مثل رقم هاتف أو بريد إلكتروني للوصول إلى المدير؛ للتواصل بشأن أي مشاكل أو استفسارات يواجهها.
التعامل مع الطلبات والمشاكل المتعلقة بالصيانة في الوقت المناسب وبأفضل طريقة.
المعاملة بالعدل والمساواة مع جميع المستأجرين بنفس المعايير والحقوق دون تفضيل أو تمييز.
الاهتمام بالمساحات المشتركة مثل المداخل والممرات والأسطح، وذلك من ناحية النظافة والصيانة.
أما على صعيد المستأجر المجاور فهناك أولويات من المهم أن توفر لهم منها:
1. ضمان التزام المستأجر الذي بجانبه في المبنى بقوانين السلامة والحفاظ على الأمان أثناء إقامتهم.
2. التأكد من أن جيرانه يحافظون على نظافة العقار ويعتنون به، حتى ينعكس ذلك على جودة حياته.
3. التعاون والمبادرة في مساعدة الآخرين في الحالات الحرجة.
4. الالتزام بقوانين وأنظمة المبنى، وتجنب افتعال أي مشاكل تؤثر على المستأجرين
الآخرين.
5. احترام خصوصيتهم وعدم التسبب بإزعاجهم بأي شكل من الأشكال.
إن النظر إلى أوليات كل طرف وفهمها بتمعن سيساعدك على الوصول إلى عقد مميز، وعلاقة مريحة مع الأطراف، ونحن لا نقول لك هذا من باب التنظير؛ فكلما استطعت أن تفهم الآخر تمكنت من توقع مطالبه وتحقيقها وتلافي أي مشاكل في المستقبل، وبالتأكيد تحصل على أسعار أفضل.
تحقيق التوازن في علاقة الإيجار تحديدًا بين حقوق ومصالح كل طرف، بما يعزز الثقة والتعاون بين المستأجر والمؤجر، ويسهم في استدامة العلاقة.
تحسين شروط العقد بما يلبي احتياجات كل طرف بشكل أفضل، على سبيل المثال، إذا كانت أولوية المستأجر هي تخفيض قيمة الإيجار، فإن فهم هذه الأولوية قد يؤدي إلى إمكانية التفاوض على سعر أقل. وفعلا أحد الملاك خفض السعر في السنوات الخمس الأولى، ولكنه ألزم المستأجر بعقد طويل (١٥ سنة) ونسبة زيادة في كل خمس سنوات. وبذلك ضمن المالك عدم شغور العقار لهذه المدة كاملة.
تجنب النزاعات والمشاكل بما يسهم في إيجاد حلول مرضية لكلا الطرفين، وبالتالي تقليل احتمالية حدوث خلافات قد تؤدي إلى إنهاء العقد.
تعزيز رضا الأطراف مما يؤدي إلى بث التفاهم والثقة بين المستأجر والمؤجر، ويسهم في استدامة العلاقة على المدى الطويل.
في الختام ننصحك بأن تضع نفسك مكان الطرف الآخر لتتفهم احتياجه وتعمل على تلبيتها بأفضل الطرق، وبذلك تضمن التعامل المرن والتعاون مع باقي الأطراف وتفوز بعقد إدارة أملاك مميز.
[1] https://theinvestorsbook.com/lease.html
[2]https://www.goodlifemgmt.com/blog/rental-property-repairs-owner-vs-tenant-responsibilities/
[3]https://fastercapital.com/startup-topic/Understanding-Landlord-Tenant.html